العدد الصيفي لمجلة البيئة والتنمية

خطة متكاملة لقطاع الكهرباء.. هدية لبنان إلى كانكون.

غلاف العدد

غلاف العدد

في عددها الصيفي 148/149 الخاص بشهري جويلية وأوت، حملت المجلة الرائدة في الوطن العربي في مجال البيئة والتنمية عناوين ومواضيع عديدة تهتم بالبيئة، وتنتقل بنا بين محطات عديدة من الوطن العربي معاجلة أهم القضايا التي تؤرق الإنسانية جمعاء، وكذلك بعض المواضيع العلمية في المجال، وقد جاءت الصفحة الأولى تحمل عنوانا بالبنط العريض “في جحيم الخليج” متسائلا عن “ماذا بعد الكارثة النفطية الأفظع في الخليج؟.. كما عالجت المجلة رسالة المنتدى العرب للبيئة والتنمية إلى زعماء العرب وهي بمثابة “فرصة لتحقيق تقدم في مفاوضات المناخ ، والعرب أصحاب مصلحة في الوصول إلى اتفاق”.

يقول نجيب صعب، في افتتاحية عدد 148-149، تموز/ آب 2010

حسناً فعلت الحكومة اللبنانية حين أقرت خطة متكاملة لقطاع الكهرباء، قد تكون الأولى من نوعها في المنطقة العربية. فهي تقوم على مبادئ سليمة، وتضع برنامجاً زمنياً محدد المعالم لتنفيذها.

عدا عن معاناته عجزاً كبيراً في إنتاج الكهرباء، يعتمد لبنان اليوم على أكثر أساليب توليد الطاقة تلويثاً وأعلاها كلفة، ويشهد انقطاعات متكررة في التيار، مما دفع الناس الى استخدام مولدات خاصة أشد تلويثاً وكلفة. أما الحلول التي تم عرضها حتى الآن فكانت محصورة في زيادة الانتاج بأية وسيلة لسد العجز، وقد يكون من حسن الحظ أنها لم تجد طريقها إلى التنفيذ. الخطة التي تم اقرارها تستجيب بالطبع إلى الحاجة لزيادة الانتاج، وهذا أمر لا مفر منه. لكنها تعطي الأولوية لمصادر الطاقة ذات الجدوى الاقتصادية والأقل ضرراً من الناحية البيئية، فتعتمد الغاز الطبيعي على نحو أساسي، بدلاً من الفيول المستخدم حالياً، وتدخل الطاقة المتجددة من الباب الواسع.

لكن أهمية الخطة أنها، بدل الاكتفاء بتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، ركزت على إدارة الطلب وترشيد استهلاك الطاقة، من تعميم المصابيح الموفرة للكهرباء في الانارة، واطلاق مبادرة «سخان شمسي لكل منزل»، ووضع معايير لتصنيف الأجهزة والمعدات الأقل استهلاكاً وتشجيع استخدامها عن طريق حوافز وروادع ضريبية، إلى تركيب «عدادات ذكية» بالتزامن مع تجزئة الأسعار إلى شطور، لضبط الاستهلاك وتخفيف العبء عن الشبكة خلال ساعات الذروة. وفي حين تتوقع الخطة توفير 5 في المئة من مجمل الطلب عن طريق تدابير الترشيد والكفاءة، نعتقد أنه يمكن الوصول إلى وفر لا يقل عن 20 في المئة في هذا المجال، خاصة أن لبنان يبدأ من الصفر. ويمكن تحقيق هذا الوفر سريعاً إذا أضيفت الى التدابير التنفيذية للخطة شروط صارمة للعزل الحراري في الأبنية الجديدة، وحوافز لادخال تعديلات في الأبنية القائمة تجعلها أقل استهلاكاً للطاقة، مثل عزل الجدران وتركيب الألواح الزجاجية المزدوجة الحافظة للحرارة وإبدال أجهزة التدفئة والتبريد القديمة بأخرى أكثر كفاءة.

الخطة اللبنانية وضعت الطاقة المتجددة في صلب مصادر الانتاج، شاملة المياه والرياح والشمس وتوليد الكهرباء من النفايات، على أن تساهم بنسبة 12 في المئة من مجمل الانتاج المتوقع أن يصل سنة 2015 الى 5000 ميغاواط. نعتقد أنه يمكن وضع هدف أكثر طموحاً، بحيث تتراوح مساهمة الطاقة المتجددة بين 20 و30 في المئة سنة 2020.

فالمصادر المائية المتاحة حالياً لانتاج الكهرباء تستطيع توفير 160 ميغاواط إذا استبدلت معداتها القديمة، في حين أن ما تنتجه فعلياً اليوم يقل عن 80 ميغاواط. ومع تطوير مصادر مائية جديدة يمكن رفع انتاج الكهرباء من المياه إلى ما بين 500 و800 ميغاواط، أي 10 ـ15 في المئة من الحاجات المتوقعة. وليس الحل بالضرورة الاعتماد على توليد الكهرباء من سدود مائية كبيرة فقط، إذ يجب النظر في جدوى انشاء سدود صغيرة ذات أثر بيئي أقل، تغطي الحاجات المائية والكهربائية لمناطق محددة خلال فترة من السنة، وذلك على المستوى المحلي من خلال البلديات.

ومع اعتماد السياسات الضرورية لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في انتاج الكهرباء من الرياح والشمس والنفايات، يمكن الوصول الى توليد ما بين 400 و800 ميغاواط من الرياح، ونحو 50 ـ 100 ميغاواط من النفايات. وفي حين تحصر الخطة انتاج الكهرباء من النفايات بالحرق، لا بد أن يكون الخيار بين تكنولوجيات متعددة، بما فيها التحلل البكتيري اللاهوائي والوقود الحيوي، وفقاً لنوعية النفايات والأثر البيئي لكل أسلوب، خاصة أن نسبة المواد العضوية الرطبة في نفايات لبنان تصل الى 70 في المئة.

كما يمكن أن يساهم إنتاج الكهرباء من الألواح الشمسية الفوتوفولطية بما بين 50 و100 ميغاواط، قد ترتفع مع انخفاض كلفة الانتاج، التي ما زالت عالية مقارنة بالرياح. أما تعميم اللاقطات الشمسية لتسخين المياه، فهي طريقة فعالة ورخيصة، ويمكن أن توفر ما بين 100 و200 ميغاواط إذا تم استبدال السخانات الكهربائية بها في 20 ـ 40 في المئة من المنازل. ومن الضروري أن يلحظ تطبيق الخطة إمكانات التعاون الاقليمي، خاصة مع سورية، لاختيار أفضل المواقع المناسبة لانشاء «مزارع» الشمس والرياح.

إن وضع برامج تطبيقية لهذه الخطة ومباشرة تنفيذها هو أفضل ما يمكن لبنان أن يقدمه إلى نفسه أولاً، وإلى قمة المناخ المقبلة في كانكون.

تقدم المجلة مواضيع متعددة تجول بنا أنحاء الوطن العربي منها مشروع CEDRO كطاقة متجددة تضيء ليل لبنان، وموضوع عن الأراضي الرطبة في المغرب وبالتحديد عن المرجة الزرقاء وهي موئل الحياة المائية في المغرب الأقصى،  سموم خفية تجتاح البلاد العربية.. وإلى العراق حيث الملدات لها ميزة مزدوجة والزراعة العضوية في الإمارات،   نصائح عن كيفية إنجازك الشخصي للمطبخ الأخضر، والموت في خليج المكسيك، والنفط القذر ثروة سرية في رمال كندا ، والحياة الكنز في جبال الهملايا الشرقية..

ومواضيع علمية عن الديوكسين، وعن الاستثمار في إدارة النظام الإيكولوجي، والسيطرة على انبعاثات مصانع الإسمنت ، ومواضيع أخرى ضمت أخبار الأمم المتحدة للبيئة، والأنشطة المدرسية والعلوم الجديدة، البيئة في شهر، مكتبة ، بيئة السوق، وأجندة البيئة…

أضف تعليق