عدد جديد من مجلة البيئة والتنمية

تغير المناخ أم الغذاء والمياه والتلوث….؟

صدر العدد الجديد من مجلة البيئة والتنمية ، المجلة الرائدة في الوطن العربي والمهتمة بهذا المجال، العدد رقم 138 لشهر سبتمبر 2009 حمل في طياته مجموعة من العناوين الهامة والمهتمة بالبيئة، نبدأها بنقل لإفتتاحية رئيس التحرير السيد نجيب صعب تحت عنوان تغير المناخ أم الغذاء والمياه والتلوث.. نظرا لما يحمله الموضوع من أهمية.. وأيضا لمكانة هذا الرجل الذي يعد “رائدا لابجدية التنمية والحفاظ على البيئة. رجل اختزل في نفسه كل معاني الإيثار والنزاهة والتجرد عن اي غرض مادي، واختزن حسا ووعيا بالبيئة عن نظيره” والحاصل على جائزة “الخمسمئة العالميون” Global 500 لسنة 2003 من برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

يقول نجيب صعب في افتتاحية هذا العدد:

هل يتناقض العمل على مجابهة تغيّر المناخ مع معالجة قضايا ملحّة في العالم العربي، مثل الفقر والجوع وشح المياه والتلوث؟ يطرح البعض هذا التساؤل، على اعتبار أن الاهتمام بقضية تغيّر المناخ ضرب من الرفاهية لا قدرة للدول النامية، والعرب منها، على تحمل أعبائه، أو كأنه نوع من المؤامرة لوضع عراقيل أمام تقدم هذه الدول وتطورها.

الواقع هو عكس هذا تماماً. فإذا كانت جهود الدول المتقدمة لمجابهة تغيّر المناخ استثماراً يعطي مردوده في المستقبل، فإن الفوائد التي يجنيها العالم العربي في هذا المجال فورية. ذلك أن الدول المتقدمة لا تعاني حالياً مشاكل في امدادات المياه العذبة وانتاج الغذاء، ومعظمها اعتمد تدابير فعالة لمعالجة تلوث الماء والهواء والتربة. أما الدول العربية، فجميع هذه المشاكل هي تحديات قائمة تواجهها اليوم، وتدابير مجابهة تغيّر المناخ تساعد على الحد من آثارها.

تؤكد التقارير أن الأثر الأبرز لتغيّر المناخ سيكون في ازدياد الجفاف وانخفاض امدادات المياه العذبة، وتقع الدول العربية في نطاق المناطق الأشد تأثراً. بغض النظر عن تغيّر المناخ، العالم العربي اليوم في حالة فقر مائي حاد، ستصل إلى حدود الخطر سنة 2025. وقد حذر تقرير صدر في اليابان مؤخراً من أن ما يعرف بـ”الهلال الخصيب” سيختفي منه كل أثر للخصب قبل نهاية هذا القرن، مع تدهور امدادات دجلة والفرات. فكيف تكون الحال في المناطق العربية الجافة أصلاً؟ إدارة المياه، إذاً، قضية عاجلة، بما تقتضي من تحسين في الكفاءة وتطوير مصادر جديدة. ونكتفي بالتذكير بأن 80 في المئة من المياه العذبة في العالم العربي تستخدم للري بأساليب قديمة تؤدي إلى هدر أكثر من نصف الكمية، وأن استهلاك الفرد من المياه العذبة في بعض دول الخليج التي تعتمد على التحلية يفوق جميع المعدلات العالمية، ناهيك عن المياه التي تهدر في البحر في بلد مثل لبنان، وهو من البلدان العربية القليلة الغنية بالموارد المائية… المهدورة. كما أن نصف مساحة الأراضي الزراعية في العالم العربي تدهورت خلال العقود الماضية، واستمرار الوضع على هذه الوتيرة، مع تغيّر المناخ أو من دونه، سيضاعف الضغوط على انتاج الغذاء في المنطقة.

نوعية الهواء في المدن العربية تتدهور بشكل مطرد، حيث تتجاوز معدلات التلوث ستة أضعاف الحدود المقبولة، مع ما لهذا من عواقب صحية وبيئية. وقدَّر البنك الدولي كلفة المشاكل الصحية الناجمة عن تلوث الهواء من قطاع المواصلات العربي فقط بما يتجاوز خمسة بلايين دولار سنوياً، فضلاً عن تلوث الهواء من الصناعة وإنتاج الكهرباء. واذا كانت الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وفي طليعتها ثاني أوكسيد الكربون، لا تسبب أذى مباشراً للانسان، لكن التخفيف منها يؤدي في الوقت نفسه إلى الحد من الانبعاثات الأخرى ذات الضرر الصحي المباشر. إذاً، مع تغيّر المناخ أو من دونه، على الدول العربية اعتماد برامج لتحسين كفاءة استخدام الطاقة التقليدية، والانفتاح على عصر الطاقة المتجددة، وفي طليعتها الشمس.

بينما تنشئ 43 دولة، فرضت عليها الطبيعة أن تقوم على جزر صغيرة، ما يسمى ”اتحاد الدول ـ الجزر الصغيرة” للدفاع عن مصالحها المشتركة في مواجهة تغيّر المناخ، نرى جزراً اصطناعية تقوم في بعض دول المنطقة، وأخرى يتم تخطيطها في دول أخرى. فهل يكون الهدف زيادة عدد الأعضاء في اتحاد الجزر الصغيرة، التي ستكون أول ما يبتلعه البحر، نظراً لصغر حجمها وانخفاض أرضها؟

المناخ حتماً يتغيّر. ولكن تدابير المواجهة والتكيف ليست عوائق، بل هي تحمل فوائد مباشرة الى الدول العربية: من برامج ادارة الموارد الطبيعية المحدودة وتطوير الموارد المتجددة، إلى الحد من تلوث الهواء والمياه، إلى الادارة المتوازنة للسواحل، إلى الكفاءة في استخدام الطاقة والمياه وتطوير أساليب مستدامة لانتاج الغذاء.

مجابهتنا اليوم لتغيّر المناخ، الذي يتخوف العالم من عواقبه في المستقبل، تعني مجابهة التحديات العربية الراهنة في الجوع والعطش والتلوث.

وقد احتوى العدد الأخير من “البيئة والتنمية”  مواضيع هامة، من بينها “فرص المعرفة” بقلم (فاروق الباز)، وموضوع الغلاف تحت عنوان “العمارة الخضراء : التطبيقات في المنطقة العربية … نقل عن الغرب أم عودة إلى التراث” ومواضيع عن المنازل الإيكولوجية في العقبة، والنباتات الموجودة في الصحراء العربية، ازدهار الزراعة العضوية، والجفاف الذي أصبح سببا في نزوح المزارعين السوريين، وموضوع آخر عن كيف أصبحت الصين مفرغة العالم الإلكترونية،.. ومقال بعنوان هل الهلال الخصيب يختفي في هذا القرن؟  ..

“ديزرتك” أو تكنولوجيا الصحراء

توزيع الطاقة الشمسية على الكرة الأرضية

توزيع الطاقة الشمسية على الكرة الأرضية

  • كما احتوت المجلة على موضوع يبرز مشروع “ديزرتك” أو تكنولوجيا الصحراء، وكيف تستطيع شمس إفريقيا العربية أن تنير أوربا… وهو مشروع أوربي ضخم بقيمة 560 مليار دولار للاستثمار في الطاقة عبر صحراء دول شمال إفريقيا ترعاه الخارجية الألمانية بالتنسيق مع نظيرتها الفرنسية وتشارك في التخطيط له عشرون شركة مختصة في توليد الطاقة وعدد من البنوك ويستهدف تأمين 15 بالمائة من احتياجات دول الاتحاد الأوربي من الكهرباء عبر شريط طوله 2000 كم على آفاق العام 2050  ويفتح المشروع باب عولمة إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية العابرة للقارات.

    إضافة إلى الصفحات الثابةة في المجلة، مثل: رسائل إلى المحرر ،  البيئة في شهر واحد، أنباء الأمم المتحدة للبيئة، نيوالعلوم، البيئة والسوق، والمكتبة الخضراء.

    بواسطة اسماعل قاسمي

رسائل إلى المحرر
البيئة في شهر واحد
أنباء الأمم المتحدة للبيئة
نيو العلوم
البيئة والسوق
المكتبة الخضراء

تعليق واحد

  1. جانفي 23, 2011 في 6:36 ص

    أرغب في نشر مقال حول معالجة مياه الصرف باستخدام تقنية صديقة للبيئة. فهل توجد تسهيلات عندكم في هذا المجال
    وتفضلوا بقبول وافر شكري وتقديري

    أ.د. عبد الحليم أحمد سواس
    ُEmail: hsawas@hotmail.com


أضف تعليق